اليوم العالمي للسرطان – دعم و مساندة مرضى السرطان في بيئة العمل

منة الله فرج – مستشار أول (رأس المال البشري)
إذا كانت الصحة هي جوهر علامتك التجارية ، فكل شيء يبدأ بأخذ صحة موظفينك على محمل الجد.” – مارنيكس أيكنبوم (رئيس دانون)
يسلط هذا المقال الضوء على إحدى المشكلات الصحية السائدة في العالم ، والتي تهدد الأفراد من جميع الأعمار.
يعد السرطان في مكان العمل مصدر قلق متزايد ، حيث يتم تشخيص عشرات الآلاف من الأشخاص بالمرض كل عام. وفقًا لـ “الصندوق العالمي لأبحاث السرطان” ، تم تشخيص أكثر من 18 مليون حالة إصابة بالسرطان في عام 2020 ، ووجدت بيانات من جامعة جونز هوبكنز في عام 2017 أن 5٪ من القوى العاملة لديها تاريخ إصابة بمرض السرطان.
و في هذا الإطار نسلط الضوء على حاجة أصحاب العمل لفهم كيفية تأثير السرطان على حياة الموظف المصاب بهذا المرض ومحاولة توفير أفضل وسائل الدعم خلال هذا الوقت الصعب.
أولاً ، لصاحب العمل ، كن سباقاُ وإعمل على توفير بيئة عمل صحية للموظفين مما يشمل القضاء على العوامل المسببة للإجهاد الوظيفي في مؤسستك. نعلم جميعًا أن الإجهاد يمكن أن يؤثر سلبًا على أجسامنا ؛ فقد يؤدي إلى ضعف كفاءة جهاز المناعة ويغير مستويات بعض الهرمونات التي قد تؤدي إلى تطور السرطان. يجب أن يهدف أصحاب العمل إلى تقليل التوتر في مكان العمل لأن الضغط في بيئة العمل يمكن أن يكون مكلفًا للغاية. تعد المستويات العالية من الغياب و سرعة وتيرة الإستقالات و ترك الموظفين للمؤسسة من المؤشرات الرئيسية للإجهاد الوظيفي. يمكن لأصاحب العمل توفير العناصر الأساسية “لمكان عمل صحي” مثل:
  1. هيكل تنظيمي واضح.
  2. التواصل بإنتظام مع موظفيك لبناء وتعزيز الثقة و رزح التعاون في العمل.
  3. استثمر في موظفيك من خلال تقديم التدريب لتعزيز معارفهم ومهاراتهم.
  4. دعم مفهوم التوازن بين العمل والحياة بعدة طرق ، الطريقة الأكثر نجاحاً وعملية هي التركيز على الإنتاجية بدلاً من ساعات العمل.
ثانيًا ، “الوقاية خير من العلاج” ، لذلك من الضروري لأصحاب العمل اتخاذ خطوات لحماية موظفيهم. حملات التوعية على سبيل المثال هي وسيلة فعالة لتثقيف الموظفين حول هذا المرض ؛ ويشمل ذلك الشرح و التعريف عن أعراض المرض وطرق الكشف المبكر ، ويمكن دعم ذلك بنظام التأمين الصحي لتغطية الفحوصات الروتينية.
ثالثًا ، لضمان قدرة الموظفين على مواصلة العمل أثناء التعامل مع التحديات الجسدية والعاطفية للسرطان ، يجب على أصحاب العمل إنشاء سياسات تحمي حقوق الأفراد الذين يعانون من السرطان ، مثل خيارات الجدولة المرنة التي تسمح للموظفين بأخذ إجازة عند الحاجة دون التضحية براتبهم أو بأمنهم الوظيفي. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن لأصحاب العمل توفير موارد مثل خدمات الاستشارة حتى يتمكن الموظفون من إدارة ضغوط التعايش مع السرطان في مكان العمل بشكل أفضل.
وأخيرًا ، نود التأكيد على أهمية الرابع من فبراير الذي يشهد اليوم العالمي للسرطان ، أنه يوم إنشاء مبادرات و أخذ خظات جدية لحماية ملايين الأرواح بما في ذلك حياة و سلامة الموظفين في مكان العمل. نذكر أن القوة العاملة التي تتمتع بصحة جيدة هي من ضمن أسس نجاح المؤسسات ، لذا فإن أي تكاليف للحفاظ على صحة الموظفين لا يعد تكلفة أو عبء مالي بل استثمارًا يضمن عائداً و نجاحاً لمؤسستك.

Share to

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email